الرياضة المدرسية- رؤية جديدة لتنمية المواهب وتحقيق الطموحات

المؤلف: سامي المغامسي08.19.2025
الرياضة المدرسية- رؤية جديدة لتنمية المواهب وتحقيق الطموحات

ما هي الغاية التي نصبو إليها من وراء الرياضة المدرسية؟ وهل تتلاءم مع التحولات الراهنة وتطلعات رؤية 2030 الطموحة؟

الرياضة المدرسية في أمس الحاجة إلى عناية فائقة وجهود مضاعفة، فهي تتطلب وضع استراتيجيات محكمة وخطط طموحة ورؤية جلية المعالم؛ لكي تتجاوز دورها الثانوي الهامشي كمجرد مادة مكملة للمواد الأخرى. مادة التربية البدنية رائعة ومنمقة في المناهج والخطط، بيد أن الواقع مغاير تمامًا لما هو مرسوم. والكثير من أولياء الأمور، بل وحتى بعض العاملين في قطاع التعليم، ينظرون إليها على أنها مجرد مادة ترفيهية لإضفاء البهجة والسرور على نفوس الطلاب والطالبات.

إن تخصيص حصة واحدة أسبوعيًا لمادة التربية البدنية لا يفي بالمتطلبات والأهداف الجوهرية لهذه المادة الحيوية.

هناك جملة من الإشكاليات والصعوبات جمة تعترض طريق هذه المادة، مما يحول دون الاستفادة منها على النحو الأمثل.

إننا بحاجة ماسة إلى إعادة صياغة المادة من جذورها، وغرس ثقافة (الصحة) في نفوس الطلاب، والتعامل مع المادة بمنظور مختلف وأكثر شمولية.

لقد زرت إحدى المدارس مؤخرًا، ولاحظت خلال الاصطفاف الصباحي تزايدًا ملحوظًا في أوزان الطلاب، وهو مؤشر يدعو للقلق.

الرياضة المدرسية حتى هذه اللحظة لم تستثمر بالقدر الكافي، ويتعين على وزارة التعليم التفكير مليًا في إنشاء أكاديميات متخصصة لاحتضان المواهب الطلابية الواعدة ورعايتها.

في حقبة زمنية مضت، بادرت وزارة التعليم بإنشاء مراكز للموهوبين في شتى المجالات والمواد الدراسية، باستثناء مجال المواهب الرياضية الذي يستحق الاهتمام والدعم.

تزخر مدارسنا بمواهب رياضية فذة، قادرة على تحقيق إنجازات عظيمة ورفع راية الوطن عاليًا في المحافل الدولية، لكن ذلك يتطلب وضع خطط إستراتيجية دقيقة، والاستعانة بخبراء وفنيين متخصصين قادرين على النهوض بالرياضة المدرسية وانتشالها من وضعها الراهن.

بإمكاننا صناعة جيل رياضي متميز يحقق العديد من الطموحات والأحلام، لقد رأينا أبطالًا في الأولمبياد الأخيرة في باريس، وكل بطل من هؤلاء الأبطال كانت لديه تجربة ملهمة وقصة نجاح بدأت من الصغر وهو على مقاعد الدراسة.

الرياضة المدرسية جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية والتربوية، وهي وثيقة الصلة بها.

إننا بحاجة إلى تقسيم مادة التربية البدنية إلى شقين متكاملين، شق يعنى بالصحة العامة وتوعية الطلاب بأفضل الطرق والأساليب للممارسات الصحية في شتى جوانب حياتهم، وشق آخر يهدف إلى اكتشاف المواهب الرياضية ورعايتها وتنميتها وإرسالها في بعثات متخصصة كالتي تُمنح لبقية التخصصات.

التخصص أمر بالغ الأهمية في تدريس مادة التربية البدنية، فمن المؤسف أن نجد العديد من معلمي مادة التربية البدنية غير متخصصين، ويتم تكليفهم بتدريسها لإكمال نصابهم، وهذا يؤثر سلبًا على جودة التدريس.

من الضروري جدًا إعادة النظر المعمقة في مناهج مواد التربية البدنية في كليات التربية البدنية، بحيث تتواكب مع المستجدات والمتغيرات الراهنة في عالم الرياضة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة